الجمعة، 1 أغسطس 2014

أعطاب حركة 20 فبراير: مقتطفات من مذكراتي في الحركة 4/6، بقلم عبد الواحد بنعضرا*



أعطاب حركة 20 فبراير:
مقتطفات من مذكراتي في الحركة 4/6
عبد الواحد بنعضرا
4ــ النقاش الفكري والسياسي وعدم التنبه لأهمية بعض الظرفيات:
من النقط التي خلقت لي حزازات مع البعض هي النقاش الفكري والسياسي وتدقيق المطالب. في كل المناسبات كنت أطالب بذلك وأسائل وأقدّم الأمثلة، ولا حياة لمن تنادي ! ومن المهم أن أذكر بنموذج لذلك:
ــ يوم 10 مارس انعقد آخر اجتماع مفتوح للجنة الإعلام بمقر الحزب الاشتراكي الموحد، من أجل إغلاقها تحصينا للحركة (حسب ما قرره الجمع العام ليوم الاثنين 7 مارس 2011)، وفي تدخلي فتحت نقاشا حول خطاب 9 مارس، قاطعني محمد بلفول (من جماعة العدل والإحسان) قائلا: هذا نوع من التنظير ونحن قد انتهينا من التنظير السياسي منذ مدة.
هل يعقل أن تنتهي حركة ابتدأت يوم 20 فبراير من النقاش السياسي قبل 10 مارس بزمن !!
انتشرت في الحركة "بدعة" أن الحركة هي حركة احتجاجية وليست اقتراحية فالحركة الاحتجاجية لا تقترح بل هذه مهمة الأحزاب !!
بل أن البعض (ومن ضمنهم حسن ظفير من الحزب الاشتراكي الموحد ) كان يردد نحن حركة تعرف ما لا تريد (لا نريد الاستبداد... لا نريد الفساد...)، ولكن  في نظرهم لا يجب أن نقول ما نريد، لا يجب أن نقترح !! الجواب الأكثر شيوعا أن أي تدقيق للمطالب يهدد وحدة الحركة !! ثم أن مطالب الحركة واضحة: إسقاط الاستبداد والفساد، ونحن نريد دستور شعبي ديمقراطي، فالشعب هو الذي يقرر شكل نظام الحكم؟؟
هنا أذكر بواقعة هامة يوم 7 يوليوز 2011، اتصل بي حسني مخلص (من أطاك وحزب النهج سابقا، وعضو لجنة الإعلام) لكي أحضر لشيء ما: على أي حال حضرت للقاء (بمقر الطليعة الذي أصبح فيه أيضا مقر لجنة الإعلام) ووجدت أن الأمر يتعلق بعملية استقطاب لبعض العناصر لتصبح في النواة الصلبة "الموسعة" أو ما يطلق عليه البعض "مجلس المناضلين"، أبديت منذ البداية تحفظي، وأنني أرفض هذا النوع من الكولسة، كما أنني أرفض استمرار النواة الصلبة.
ما يهمني هنا أمران:
ــ كلام منعم أوحتي (من حزب الطليعة)، الذي قال أن اختيار شكل النظام هذا يأتي فيما بعد فهو مسألة استراتيجية !!  قلت له في معرض ردي عليه هذا ما وقع أيام الاستعمار (حزب الاستقلال : الاستقلال أولا وقبل كل شيء في مقابل حزب الشورى والاستقلال؛ الذي كان يقول الديمقراطية الليبرالية الدستورية والاستقلال ليس غاية بل وسيلة لتحقيق الديمقراطية، فماذا وقع إذن؟  إلتف الشعب حول الحزب الذي يبدو أكثر راديكالية / وطنية بالمقابل تم اتهام حزب الشورى بالخيانة ! والنتيجة لا نحن حصلنا على استقلال كامل ولا أقمنا نظاما ديمقراطيا.
في آخر النقاش تدخل علي بن جلون (من العدل والإحسان) وأخذ يتحدث وقال كلمة كبيرة صارت في حد ذاتها تعبر عن حقيقة ما يقع: قال: "حنا جامعين الناس على حاجة كبيرة"...
تدخلت وقلت له ببساطة: شناهي هاذ الحاجة الكبيرة لي جامعين عليها الناس؟
تلعثم وبدأ يقول أي كلام مثل أن الشعب هو الذي سيقرر ...إلخ.
طبعا أصبحتُ في كل جمع عام، أتساءل ما هي الحاجة الكبيرة التي نجتمع عليها؟
أيضا من المحطات الهامة هنا اليوم الدراسي الذي خرج به الجمع العام  (ليوم 14 يوليوز) بعد لأي وجهد كبير، حيث جاء في خلاصاته:( ورش للنقاش حول آفاق الحركة مع تسطير برنامج المدى المتوسط و البعيد السبت 16 يوليوز على الساعة الثانية زوالا بمقر حزب الاشتراكي الموحد)
وعقد هذا اليوم الدراسي يوم 16 يوليوز بمقر الحزب الاشتراكي الموحد وكانت هناك محاولة للإفشاله. ونُشرت خلاصاته يوم 18 يوليوز ولكن وقع خلاف بيني وبين مخلص حسني (الذي كان مسيرا لليوم الدراسي) وأمين مقدم (المقرر) حول عبارة تدقيق وتوضيح المطالب إذ لم يدرجا هذه العبارة رغم أنها كانت من بين الأشياء التي طالب بها بعض الحاضرين. وفي الحقيقة اتضح أن هناك حضورا قويا للنواة الصلبة في الأمر، وهو ما اتضح لي أكثر، من خلال اجتماع لجنة الإعلام الذي دعوت إليه (19 يوليوز)، إذ ظهر أن بنعضرا بات يشكل إزعاجا كبيرا للنواة الصلبة... لقد غادرت الاجتماع بعد أن تبين لي أن هناك أطرافا تحاول أن تجرني لأشياء أخرى ــ خصوصا حسني مخلص ــ، وفي الحقيقة كنت أنوي بعدها الانسحاب نهائيا من الحركة إذ تغيبت مدة وبعد نقاش مع مجموعة من الرفاق عدلت عن الأمر.
سيظهر بوضوح أن مكونات الحركة يضيق صدرها عن التفكير، بعد أن تدخل منعم أوحتي ليمنع لجنة الإعلام من نشر ميثاق الشرف ــ منذ نهاية يوليوز إلى غاية اللحظة التي غادرت فيها الحركة لم يكن للحركة في الدار البيضاء ميثاق شرف ــ، إذ هدد وتوعد منعم أوحتي لجنة الإعلام، بل وصل به الأمر حدّ سبّ وشتم حسني مخلص؛ الذي أصبح مسؤولا عن الصفحة الإعلامية للحركة رفقة الزبير فكير (من حزب المؤتمر)، دون أن تكون لمخلص ردة فعل قوية، بل كرّس سلبيته التي طرحت لنا في لجنة الإعلام الكثير من التساؤلات، حول علاقته بالنواة الصلبة وبأشياء أخرى، جعلته يقدم نفسه، فيما بعد، وبشكل انتهازي كمنسق للجنة الإعلام.
في هذا الإطار أشير إلى أن لجنة الإعلام/ أو جزء منها بات يؤرق النواة الصلبة من خلال المواقف / ومن خلال طبيعة لجنة الإعلام نفسها كمسؤولة عن الأرشيف والتحرير وتسويق صورة الحركة، لتخرج علينا النواة الصلبة بضرورة القيام بورش تقييمي يوم الأحد 4 شتنبر 2011 ، حيث خرج هذا اليوم بتوصيات مفادها حل اللجن، والمعني بالأمر هنا طبعا لجنة الإعلام؛ التي كانت قلعة الصمود ضد النواة الصلبة. وقد حلت هذه اللجنة، ليس لوجود قرار واضح، فقد فوتنا على النواة الصلبة ذلك، إذ أنه في الجمع العام الذي تلى الورش التقييمي، أعلن فيه المسير، وهو رشيد حبابة (من الحزب الاشتراكي الموحد) عن عدم تفعيل قرار الحل، لأنه يوجد اختلاف كبير بين مكونات الحركة، ولكن، كما أخبرني بذلك حاتم لحلو (بمقهى رمسيس يوم الخميس 23 غشت 2012 بحضور عماد الدين حبيب وصديقي محمد إقبال اسويدي)، بفعل تواطؤ حسني مخلص مع النواة الصلبة. لتدخل اللجنة في سبات عميق شأنها في ذك شأن الحركة.

* نشرت هذه الحلقة بجريدة الأحداث المغربية يوم الخميس 20 فبراير 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق