أعطاب حركة 20 فبراير:
مقتطفات من مذكراتي في الحركة 1/6
عبد الواحد بنعضرا
1ــ
أسباب نزول حركة 20 فبراير:
ما
أنشره، في هذه الصفحات، على جريدة الأحداث المغربية، ما هو إلا جزء يسير من
مذكراتي السياسية كمناضل سابق بحركة 20 فبراير، بالدار البيضاء. أعتبر ما فيها
مجرد شهادة ووجهة نظر، لا أملك الادعاء بأن ما فيها هو الحقيقة الكاملة، ولا أنها
قابلة للتعميم بشكل كامل على الحركة في كل المغرب، ولكنها شهادة لما عشته وعاينته
في الدار البيضاء، بشكل خاص كمناضل في الحركة وعضو لجنة الإعلام المكلف، في فترة
معينة، بتحرير بلاغات وبيانات الحركة وبتتبع الخط التحريري لبعض المنابر الإعلامية
في علاقتها بالحركة.
أزعم
أن ما سأقوله قد يسهم بشكل كبير في إعادة النظر فيما كتب حول الحركة. لا أدّعي أني
اطلعت على كل الدراسات، ولكن ما صادفته منها يدفعني للقول بأن هذه الدراسات تعاملت
مع موضوع 20 فبراير انطلاقا من قوالب جاهزة عوض البحث في الحركة نفسها. ما يهمني
هنا أن أقدّم للباحثين ما يطلق عليه في التاريخ "المادة القابلة
للإتلاف"، التي إن لم تسجل تضيع، والمهددة بتزييفها نتيجة الزمن وغش الذاكرة.
بداية،
أريد أن أصحّح فكرة تقررت من كثرة ما تكررت، ألا وهي أن حركة 20 فبراير حركة
شبابية وليدة مواقع التواصل الاجتماعي. ولا أزن هذه الفكرة إلا بميزان العين: ما
رأيته وعشته، ففي حفل تأبيني لأبراهام السرفاتي، بالمركب الثقافي زفزاف بالمعاريف،
تحدث لي المصطفى بوعزيز، عن مبادرات تقوم بها أحزاب اليسار، من أجل التنسيق للقيام
بشيء ما، ويوم 29 يناير 2011، وفي إطار اللقاء التضامني مع تونس أقرّ لي محمد غفري
بأن تنسيقيات ضد الغلاء تسعى للقيام بمبادرات من نفس النوع، في سياق ما يقع في
تونس ومصر. يبقى السؤال؛ فما دور جماعة العدل والإحسان وشباب الفايس؟ أما العدل
والإحسان، فبالرجوع للموقع الرسمي للجماعة، لا يوجد أي بلاغ أو بيان يخص المشاركة
في وقفة 20 فبراير عكس بيان الخروج من الحركة (18 دجنبر 2011). ما يعزز هذا الكلام
ما ذكره لي بوبكر شكير، عضو لجنة الإعلام، أنه أجهد نفسه كثيرا مع أحد العدليين
المدعو مراد خربي، يوما واحدا قبل أول اجتماع رسمي لحركة 20 فبراير بالدار البيضاء
يوم 18 فبراير 2011، لحثه على انخراط الجماعة في الحركة قبل أول خروج وإلا عدّ
دخولها بعد ذلك ركوبا على الحركة. رغم أن نجيب شوقي ( تنسيقية الرباط) يؤكد أنه هو
الآخر كان دائم النقاش مع العدليين، فضلا عن بعض اليساريين الذين فتحوا قناة
التواصل مع الجماعة. فدخول الجماعة جاء متأخرا وفق حسابات معينة. تأكدت بعد مرور
الأيام. أما شباب الفايس، فما سأقوله لاحقا سيظهر أن دورهم كان هامشيا في صنع
الأحداث.
أضيف نقطة أخرى، أنه لم تكن هناك أية خطة لكيفية
العمل، وباعتراف يوسف مزي (من أطاك)، عضو لجنة اللوجستيك، كان المقرر هو الخروج
يوم 20 فبراير فقط، والعودة إلى البيوت، دون أن تكون هناك نية لإعادة الكرة في
أسبوع آخر، غير أن الأعداد التي خرجت في أول وقفة فتحت الشهية للخروج مرة أخرى،
هذا ما أكده لي يوم 16 يوليوز 2011، بحضور
بوبكر شكير.*نشرت هذه الحلقة في جريدة الأحداث المغربية يوم الاثنين 17 فبراير 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق